بقلم علي السيّاريماي 1, 2021, 12:51 ص
يضمّ الأرشيف الورقي للرشيديّة عدّة وثائق تتعلّق بجمع المدوّنة الشعريّة للمالوف التونسيّ وتوثيقها رواية عن مجموعة من الشيوخ ونقلا عن بعض السفائن، ومن بين هذه الوثائق توجد وثيقة رقم 3 مدرجة بالعلبة 67 ومعنونة بـ « مَجْمُوعُ نُصُوصِ نَوْبَةِ الذيل »، وردت هذه الوثيقة مرقونة في 44 ص. دون تاريخ وإمضاء، ومن المرجّح أنّها تعود إلى بداية الستّينات إذ شهدت هذه الفترة حملات لجمع التراث ونشره وقد احتوت على منتخبات شعرية من القصائد والموشّحات والأزجال بلغت 98 نصّا موزّعة على الأقسام الغنائية لنوبة الذيل، وللوقوف على أهميّة هذا المحتوى وضخامته قمنا بمقارنة هذا المجموع بما ورد بمدوّنة نصوص نوبة الذيل بالسّفر الثّالث باعتباره وثيقة مرجعيّة صادرة عن وزارة الثقافة :
زمردة (فريدة) العلجية (خيّاط) (1892 - )
هي مغنية تونسية من ذوي الديانة اليهودية اسمها الحقيقي راشيل سيتبون وهي من مواليد مدينة تونس سنة 1892 تزوّجت من رجل أعمال يدعى كوهين خيّأط وأصبحت بذلك تدعى فريدة خيّأط ثمّ اتخذت اسما فنّيا وهو زمردة العلجية وهو اسم شائع لدى يهود تونس. سجّلت عدة اسطوانات تضمّنت نوبة الذيل ونماذج من المالوف التونسي وبعض الأغاني القديمة وذلك بفرنسا في الفترة الفاصلة بين مارس وجويلية سنة 1935 وكان هذا الإنتاج الفونوغرافي برعاية الإدارة العامة للتعليم العام والفنون المستظرفة بالإيالة التونسية وقد اختار البارون ديرلنجي أعضاء الجوقة المصاحبة والمتكوّنة من محمد غانم على الرباب وخميس ترنان على العود العربي وألبير ستيوي Albert stioui ودافيد مسيكه David Mesica.
صالح المهدي (1925 - 2014)
أشرف على إدارة الموسيقى والرقص منذ تأسيس وزارة الشؤون الثقافية سنة 1961 إلى سنة 1983 وهي السنة التي عيّن فيها كاتبا عاما للجنة الثقافية الوطنية ومديرا عاما لإدارة التنشيط الثقافي حتى إحالته على التقاعد الإداري سنة 1985، ترأس الرشيدية من سنة 1965 إلى سنة 1971 وتولى قيادة فرقتها في فترات مختلفة بين 1949 و1971. انتخب عضوا بعدد من المنظمات الدولية منها المجمع العربي للموسيقى والمجلس الدولي للموسيقى والمنظمة الدولية للفن الشعبي والمنظمة الدولية للتربية الموسيقية. له عديد من المؤلفات الموسيقية المنشورة في تونس وخارجها.
محمد التريكي (1899 - 1998)
ولد محمد التريكي بتونس العاصمة سنة 1899، نشأ في بيئة فنّية فقد كان جدّه من أقطاب الطريقة العيساوية وأمّا والده فكان شيخ حضرة وعنه حفظ جانبا كبيرا من المالوف، تعلّم التدوين الموسيقي والعزف على الكمنجة على يد أساتذة أجانب وأصبح من أبرز العازفين في النصف الأوّل من القرن العشرين، التحق بجمعية الرشيدية في ربيع سنة 1935، تولّى قيادة فرقتها الموسيقية وتدريس الموسيقى وكان من بين أعضاء اللجنة الفنية التي كلفت بجمع التراث وتدوينه، ويعتبر من أبرز الملحنين في تونس، حيث أثرى خزينة الموسيقى التونسية بعشرات المقطوعات الملحّنة في قوالب مختلفة (سماعيات و"مارشات" لطاقم الجيش الوطني، وأناشيد وقصائد وأغان أداها أغلب المطربين والمطربات في عصره).
محمد الحبيب المحامي (1903 - 1980)
ولد بتونس العاصمة حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي وتخرج من الكلية الزيتونية، انخرط في العمل الثقافي منذ شبابه فكان ناشطا في جمعيات مسرحية ("الشهامة العربية" مؤسس لجمعيتي"المستقبل التمثيلي" و"الكوكب التمثيلي" وأدار فرقة "السعادة" للتمثيل)، كان من بين الداعمين للرشيدية من خلال متابعته لأنشطتها وعضويته بهيئتها المديرة من 1965 إلى 1973، ودرس تاريخ الموسيقى العربية بالمعهد الوطني للموسيقى، نشرت له محاضرات في المسرح والموسيقى منها "أطوار النوبة في التاريخ الإسلامي" (السفر الرابع من نشرية التراث الموسيقي التونسي الصادرة عن كتابة الدولة للشؤون الثقافية والإخبار).