بقلم علي السيّاري أفريل 16, 2022, 2:02 صآخر تعديل في جوان 2, 2022, 12:01 ص
هو مخطوط محفوظ بأرشيف الرّشيديّة تحت رقم جرد عدد 126 | 2 ويقع في 128 صفحة، وردت مرقّمة من 1 إلى 128 وقد خلا من أيّ عنوان أصلي سواء بوجه المجلّد أو بين صفحاته، ولذلك أسندنا إليه العنوان التّالي « مخطوط تراقيم موسيقيّة لنوبات الذيل والعراق والصيكة والحسين ». ولا يحمل المخطوط أيّة إشارة لهويّة الكاتب وزمن كتابته أو تاريخ الفراغ منه، ونرجّح أنّه يعود إلى النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر وذلك بالنّظر إلى تشابه الخطّ وأسلوب التّرقيم مع محتوى مخطوط « غاية السّرور والمنى الجامع لدقائق رقائق الموسيقى والغناء » المؤرّخ في سنة 1872.
استُهلّ المجلّد بترقيم نوبة الذيل وهي أولى النّوبات حسب التّرتيب الجاري به العمل، تليها نوبة العراق ثمّ نوبة الصيكة ثمّ نوبة الحسين. وتكشف كلّ من التّراقيم التي كُتبت في ديوان أعلى والعناوين المنزّلة عليها عن رواية قديمة لهذه النّوبات تعود إلى زمن تأليف المخطوط.
ونلاحظ من خلال مقارنة نوبة الذيل كما وردت بالمخطوط مع نوبة الذيل المُضمَّنة بالسّفر الثّالث أنّ البناء الموسيقيّ للنّوبة قد حافظ عموما على أهمّ الأقسام الآليّة والغنائيّة وعلى نفس التّرتيب مع بعض الاختلاف خاصّة في أسماء المصطلحات المستعملة، وما لفت الانتباه في نوبة المخطوط هو تواتر إنشاد الأبيات في أكثر من قسم، حيث وردت في دخول النّوبة والتّوشية ومستهلّ الأدراج، وقد كُتبت بأسلوب ترقيم حرّ ودون تقيّد بدليل إيقاعي، ممّا يجعلنا نستنتج أنّ أداءها كان يعتمد على الارتجال، هذا وقد ضُبطت أبيات نوبة الذيل بعيد تأسيس الرّشيديّة، وأصبحت تُؤدَّى في صيغة لحنيّة موحّدة وموزونة ومُصاحَبة بإيقاع البطايحي، وقد خُتمت هذه النّوبة بمعزوفة « سلام الذيل »، وهي عادة كانت سائدة زمن حكم البايات، وأُبْطل العمل بها مع بداية الاستقلال.