بقلم رشيد السلاّمي جوان 27, 2022, 4:12 مآخر تعديل في جويلية 12, 2022, 4:17 م
أحمد الضحّاك (1900 - 1984)
التحق بإدارة العدالة بعد أن أتمّ مرحلة التعليم الثانوي، وانخرط في عدّة جمعيّات رياضيّة (النادي الإفريقي)، وبإحدى الجمعيّات المسرحيّة، تابع دروس الشيخ علي الدرويش بمدرسة العطّارين بين سنتي 1932 و1933، حضر تأسيس الرشيديّة سنة 1934 وانتخب عضوا باللجنة الفنّية، شارك بصفته منشدا في أوّل عرض قدّمته فرقة الرشيديّة سنة 1935، وبعد انقطاع عن أنشطتها عاد إليها مجدّدا وعيّن عضوا بلجنة جمع التراث الموسيقي التونسي التي تشكلت سنة 1941.
محمد غانم (1881 - 1943)
ولد محمد بن الشاذلي غانم سنة 1881 بتونس. ولع منذ صغره بالفنّ حيث تتلمذ على الشيخ أحمد الوافي شيخ عمل الطريقة العيساوية بزاوية سيدي الحاري كما أخذ عن الشيح محمد الورديان والشيخ محمد بوقريبة وبعض شيوخ الفنّ من ذوي الديانة اليهودية على غرار سوسو ستروك. انضم سنة 1919 إلى جوقة البارون ديرلنجي تحت إشراف الشيخ أحمد الوافي واختصّ بالعزف على آلة الرباب وتولّى قيادتها بعد رحيل شيخه ويعتبر أحد المراجع التي اعتمد عليها البارون ديرلنجي في بحوثه حيث دوّن العديد من مقطوعات المالوف وغيرها بالترقيم الابجدي. قاد الجوقة الموسيقية التي مثّلت تونس في مؤتمر القاهرة سنة 1932 كما يعتبر من المؤسسين لجمعية الرشيدية وأحد أعضاء اللجنة الفنّية والجوقة الموسيقية وأحد مراجع لجنة جمع التراث. توفّي سنة 1943.
مصطفى الكعّاك (1893 - 1986)
مصطفى الكعّاك محام ألمعي ورجل سياسة تونسي نشأ في عائلة ذات أصول أندلسيّة لها معرفة بالمالوف وبطبوعه وإيقاعاته. درّس بالمدرسة الصادقيّة ثمّ الحقوق بفرنسا وعمل بعد أن تخرّج محاميا في البداية ثم تقلّب في عدّة مناصب إداريّة وسياسيّة ومنها رئاسة الحكومة التونسية (1947- 1950).له نشاط اجتماعي محمود وترأّس أهمّ الجمعيّات الثقافيّة والرياضيّة في تونس ومنها المعهد الرشيدي إثر وفاة رئيسه الأوّل مصطفى صفر في سنة 1941 واستمر في رئاسته إلى سنة 1965. عرفت الرشيديّة في عهده كثيرا من الإنجازات ولعلّ أهمّها كتابة جلّ التراث التقليدي التونسي المعروف بالمالوف بالترقيم الموسيقي الحديث وتسجيل النوبات وطبعها على اسطوانات ذات 33 لفة.جاء في تعليق صحفي على حفل قدمه المعهد الرشيدي بالنادي العسكري ببنزرت أن رئيسه « السيد مصطفى الكعاك كان يصاحب كل قطعة موسيقية بتعاليق مفصّلة وعلى هذا النحو عرف الجمهور مختلف طبوع الموسيقى العربية ».
خميّس ترنان (1894 - 1964)
بعد أن حقظ جانبا من القرآن الكريم بأحد الكتاتيب ببنزرت، مسقط رأسه، ظهرت بوادر شغفه بالموسيقى إذ بدأ يعزف على آلة "الفحل"، ومنها حفظ اناشيد بعض الطرق الصوفية (السلامية والعيساوية)، انتقل إلى تونس العاصمة سنة 1917 حيث عمل ضمن فرق تونسية ومصرية ثم أصبح يحيي حفلات خاصة بمفرده بمفهى "المرابط"، ولم يلبث أن ذاعت شهرته بتقليده الغناء البغدادي والمصري والعزف على العود الشرقي ورحل أواخر العشرينات إلى برلين حيث سجل بعض المقطوعات الغنائية. برع بعد ذلك في العزف على العود "العربي" (أو التونسي) وحقظ المالوف عن الشيخ أحمد الطويلي. دعي من قبل البارون ديرلانجي إلى انضمام إلى فريق تدوين المالوف، وكان يضم من بين أعضائه الشيخ علي الدرويش الحلبي، كان من بين أعضاء الوفد الفني الذي شارك في المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932، وسجل عددا من المقطوعات من الموسيقى التفيدية والشعبية التونسية كمغن وعازف على العود "العربي". انضم إلى الرشيدية بعد تأسيسها سنة 1934 وأصبح من ألمع أعضائها من حيث تلقين المالوف والمشاركة في تدوينه والعزف والإنتاج (عشرات القصائد والأغاني أداها كبار المطربين والمطربات في عصره وفي مقدمتهم صليحة، وعدد من المعزوفات ونوبة في مقام النهاوند) دخل أغلبها ضمن التراث واحتفظت به الذاكرة الجمعية للتونسيين.
الطيّب المهيري
شيخ مالوف بالرشيدية
محمد الزواوي (1880 - 1956)
تتلمذ عن الشيخ محمد الورديان والشيخ محمد النيال وأصبح من كبار حفظة المالوف. انضمّ لجوقة الرشيدية منذ تأسيسها سنة 1934 ولذلك فيعتبر من لمؤسسين واختصّ بالنّقر على آلة النقّارات كما شارك في لجنة حفظ التراث في بداية الأربعينات.ملف 8، وثيقة 212
محمد التريكي (1899 - 1998)
ولد محمد التريكي بتونس العاصمة سنة 1899، نشأ في بيئة فنّية فقد كان جدّه من أقطاب الطريقة العيساوية وأمّا والده فكان شيخ حضرة وعنه حفظ جانبا كبيرا من المالوف، تعلّم التدوين الموسيقي والعزف على الكمنجة على يد أساتذة أجانب وأصبح من أبرز العازفين في النصف الأوّل من القرن العشرين، التحق بجمعية الرشيدية في ربيع سنة 1935، تولّى قيادة فرقتها الموسيقية وتدريس الموسيقى وكان من بين أعضاء اللجنة الفنية التي كلفت بجمع التراث وتدوينه، ويعتبر من أبرز الملحنين في تونس، حيث أثرى خزينة الموسيقى التونسية بعشرات المقطوعات الملحّنة في قوالب مختلفة (سماعيات و"مارشات" لطاقم الجيش الوطني، وأناشيد وقصائد وأغان أداها أغلب المطربين والمطربات في عصره).
الحبيب العامري (1905 - )
موسسيقي متكامل يحسن العزف على الكمنجة كما يحسن كتابة النوطة تتلمذ الحبيب العامري على المنوبي بوحجيلة ومحمد النيال وعلي الدرويش وانضمّ إلى جوقة الرشيدية في ربيع سنة 1935 كعازف عود عربي ثمّ اختصّ بالعزف على آلة الكمنجة بداية من أوائل الأربعينات. عيّن في اللجنة الفنّية ثمّ في لجنة حفظ التراث سنة 1941 حيث تولّى مهمّة نسخ تراقيم المالوف التي دوّنها محمد التريكي عن شيوخ الرشيديّة. شارك في تسجيلات الرشيدية الأولى لسنتي 1935 و1936 وتسجيلات نوبات المالوف لفائدة راديو وتلفزيون فرنسا سنة 1954.
حسونة بن عمار ( - 1951)
ولد بحي الحلفاوين بالعاصمة أوائل تسعينات القرن التاسع عشر، درس بجامع الزيتونة وعند تخرجه عين وكيلا لدى المحاكم الشرعية، انخرط في جمعية "الشهامة" المسرحية وقام بتمثيل أدوار في بعض المسرحيات، كما أدى الأناشيد الصوفية في عروض المنشد سلامة الدوفاني. حقظ جانبا من المالوف والعزف على آلات الإيقاع، تعرف على أبرز شيوخ الموسيقى التقليدية، وفي مقدمتهم الطاهر المهيري وعلي باناواس وخميس ترنان ومحمد غانم ومحمد المملوك، ، قدم مداخلة حول الموسيقى التونسية على هامش مشاركة الوفد الفني الذي مثل تونس في المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة (1932). ساهم سنة 1933 في تأسيس "النادي التونسي للموسيقى" الذي مهّد لتأسيس الرشيدية بعد سنة ونيف، وكان من بين العناصر التي ساهمت في تأسيس هذه الجمعية الجديدة التي "تعنى بالمحافظة على الأغاني التونسية وتدريس الموسيقى العربية" وقدّم أول عرض لها سنة 1935 إلى جانب المشاركة في الفرقة بالضرب على "الطار". شغل منصب "محتسب" للرشيدية وساهم إبداء الرأي في جوانب فنية من أنشطتها وهو الذي أطلق على المطربة صلوحة إسم "صليحة" التي أصبحت أولى مطربات الرشيدية. عين عضوا بالجمعية في فترة رئاسة كل من مصطفى صفر ومصطفى الكعاك.
قام محمّد التريكي في بداية أربعينات القرن العشرين بتدوين نوبات المالوف رواية عن خميّس التّرنان، حسب الوثيقة، ثمّ نسخها الحبيب العامري تحت إشرافه فور تولّي مصطفى الكعاك رئاسة المعهد الرشيديّ سنة 1941.
وصلتنا هذه النّوبات في ثلاثة عشر دفتر خصّص كلّ منها لإحدى نوبات المالوف بجميع الأجزاء التي تدخل في تركيبتها، باستثناء التوشيات، والتي وصلت إلى علم روّاتها ونعني بذلك الاستفتاح والمصدّر والأبيات وجميع البطايحية والبراول والأدراج والخفايف والأختام التي في طبعها بصرف النّظر عن عددها.
وعلى نحو آخر فهي عبارة عن ملفّ يشمل كلّ المعزوفات والموشّحات التي هي في طبع واحد والتي تدخل في تركيب نوبة وتمثّل نواتها الأولى وقد كتبت مرتّبة حسب تسلسلها المعتاد؛ ثم ألحق بآخرها ما جدّ من محفوظات التي هي في نفس الطبع، هذه الملاحق تسمّى في هذه المدونة « البقايا »، يختلف نوعها وعددها من نوبة لأخرى حسب الرواية.
تعتبر هذه المدوّنة من أقدم مدوّنات المالوف وأكملها وهي تتميّز بوضوح كتابتها ودقّة تنزيل الكلمات على تراقيمها، وما من عمل في موضوعها جاء بعدها إلّا وعاد إليها وأفاد منها، ونذكر على وجه الخصوص أسفار التراث التونسي.