بقلم علي السيّاري أكتوبر 7, 2020, 8:35 صآخر تعديل في جانفي 11, 2022, 12:21 ص
أحمد الضحّاك (1900 - 1984)
التحق بإدارة العدالة بعد أن أتمّ مرحلة التعليم الثانوي، وانخرط في عدّة جمعيّات رياضيّة (النادي الإفريقي)، وبإحدى الجمعيّات المسرحيّة، تابع دروس الشيخ علي الدرويش بمدرسة العطّارين بين سنتي 1932 و1933، حضر تأسيس الرشيديّة سنة 1934 وانتخب عضوا باللجنة الفنّية، شارك بصفته منشدا في أوّل عرض قدّمته فرقة الرشيديّة سنة 1935، وبعد انقطاع عن أنشطتها عاد إليها مجدّدا وعيّن عضوا بلجنة جمع التراث الموسيقي التونسي التي تشكلت سنة 1941.
محمد غانم (1881 - 1943)
ولد محمد بن الشاذلي غانم سنة 1881 بتونس. ولع منذ صغره بالفنّ حيث تتلمذ على الشيخ أحمد الوافي شيخ عمل الطريقة العيساوية بزاوية سيدي الحاري كما أخذ عن الشيح محمد الورديان والشيخ محمد بوقريبة وبعض شيوخ الفنّ من ذوي الديانة اليهودية على غرار سوسو ستروك. انضم سنة 1919 إلى جوقة البارون ديرلنجي تحت إشراف الشيخ أحمد الوافي واختصّ بالعزف على آلة الرباب وتولّى قيادتها بعد رحيل شيخه ويعتبر أحد المراجع التي اعتمد عليها البارون ديرلنجي في بحوثه حيث دوّن العديد من مقطوعات المالوف وغيرها بالترقيم الابجدي. قاد الجوقة الموسيقية التي مثّلت تونس في مؤتمر القاهرة سنة 1932 كما يعتبر من المؤسسين لجمعية الرشيدية وأحد أعضاء اللجنة الفنّية والجوقة الموسيقية وأحد مراجع لجنة جمع التراث. توفّي سنة 1943.
مصطفى الكعّاك (1893 - 1986)
مصطفى الكعّاك محام ألمعي ورجل سياسة تونسي نشأ في عائلة ذات أصول أندلسيّة لها معرفة بالمالوف وبطبوعه وإيقاعاته. درّس بالمدرسة الصادقيّة ثمّ الحقوق بفرنسا وعمل بعد أن تخرّج محاميا في البداية ثم تقلّب في عدّة مناصب إداريّة وسياسيّة ومنها رئاسة الحكومة التونسية (1947- 1950).له نشاط اجتماعي محمود وترأّس أهمّ الجمعيّات الثقافيّة والرياضيّة في تونس ومنها المعهد الرشيدي إثر وفاة رئيسه الأوّل مصطفى صفر في سنة 1941 واستمر في رئاسته إلى سنة 1965. عرفت الرشيديّة في عهده كثيرا من الإنجازات ولعلّ أهمّها كتابة جلّ التراث التقليدي التونسي المعروف بالمالوف بالترقيم الموسيقي الحديث وتسجيل النوبات وطبعها على اسطوانات ذات 33 لفة.جاء في تعليق صحفي على حفل قدمه المعهد الرشيدي بالنادي العسكري ببنزرت أن رئيسه « السيد مصطفى الكعاك كان يصاحب كل قطعة موسيقية بتعاليق مفصّلة وعلى هذا النحو عرف الجمهور مختلف طبوع الموسيقى العربية ».
خميّس ترنان (1894 - 1964)
بعد أن حقظ جانبا من القرآن الكريم بأحد الكتاتيب ببنزرت، مسقط رأسه، ظهرت بوادر شغفه بالموسيقى إذ بدأ يعزف على آلة "الفحل"، ومنها حفظ اناشيد بعض الطرق الصوفية (السلامية والعيساوية)، انتقل إلى تونس العاصمة سنة 1917 حيث عمل ضمن فرق تونسية ومصرية ثم أصبح يحيي حفلات خاصة بمفرده بمفهى "المرابط"، ولم يلبث أن ذاعت شهرته بتقليده الغناء البغدادي والمصري والعزف على العود الشرقي ورحل أواخر العشرينات إلى برلين حيث سجل بعض المقطوعات الغنائية. برع بعد ذلك في العزف على العود "العربي" (أو التونسي) وحقظ المالوف عن الشيخ أحمد الطويلي. دعي من قبل البارون ديرلانجي إلى انضمام إلى فريق تدوين المالوف، وكان يضم من بين أعضائه الشيخ علي الدرويش الحلبي، كان من بين أعضاء الوفد الفني الذي شارك في المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932، وسجل عددا من المقطوعات من الموسيقى التفيدية والشعبية التونسية كمغن وعازف على العود "العربي". انضم إلى الرشيدية بعد تأسيسها سنة 1934 وأصبح من ألمع أعضائها من حيث تلقين المالوف والمشاركة في تدوينه والعزف والإنتاج (عشرات القصائد والأغاني أداها كبار المطربين والمطربات في عصره وفي مقدمتهم صليحة، وعدد من المعزوفات ونوبة في مقام النهاوند) دخل أغلبها ضمن التراث واحتفظت به الذاكرة الجمعية للتونسيين.
الطاهر المهيري
من شيوخ المالوف بالرشيديّة شارك في جلسات لجنة جمع التراث في بدابة الأربعينات.تتلمذ على أحمد الوافيمن مؤسسي الرشيدية
محمد الزواوي (1880 - 1956)
تتلمذ عن الشيخ محمد الورديان والشيخ محمد النيال وأصبح من كبار حفظة المالوف. انضمّ لجوقة الرشيدية منذ تأسيسها سنة 1934 ولذلك فيعتبر من لمؤسسين واختصّ بالنّقر على آلة النقّارات كما شارك في لجنة حفظ التراث في بداية الأربعينات.ملف 8، وثيقة 212
محمد التريكي (1899 - 1998)
ولد محمد التريكي بتونس العاصمة سنة 1899، نشأ في بيئة فنّية فقد كان جدّه من أقطاب الطريقة العيساوية وأمّا والده فكان شيخ حضرة وعنه حفظ جانبا كبيرا من المالوف، تعلّم التدوين الموسيقي والعزف على الكمنجة على يد أساتذة أجانب وأصبح من أبرز العازفين في النصف الأوّل من القرن العشرين، التحق بجمعية الرشيدية في ربيع سنة 1935، تولّى قيادة فرقتها الموسيقية وتدريس الموسيقى وكان من بين أعضاء اللجنة الفنية التي كلفت بجمع التراث وتدوينه، ويعتبر من أبرز الملحنين في تونس، حيث أثرى خزينة الموسيقى التونسية بعشرات المقطوعات الملحّنة في قوالب مختلفة (سماعيات و"مارشات" لطاقم الجيش الوطني، وأناشيد وقصائد وأغان أداها أغلب المطربين والمطربات في عصره).
الحبيب الكافي (1918 - )
من مواليد مدينة تونس في 1918. تتلمذ على والده ,اخذعن الشيخين الصادق الفرجاني وبالمة انضمّ لجوقة الرّشيديّة في سنة 1935 كمنشد ثم اختصّ بالنّقر على الطار والنقّارات فكان أحد أعضاء الفرقة الموسيقية الأولى إثر تأسيس الرشيدية شارك في تسجيل نوبات الخمسينات منشدا وناقرا على الطار، ثم انضمّ لفرقة الإذاعة التونسية وشارك في تسجيل نوبات المالوف بإشراف عبد الحميد بالعلجية أواخر خمسينات وبداية ستينات القرن العشرين.
قدور الصرارفي (1913 - 1977)
موسيقي من الطبقة الأولى يحسن العزف على العود الشرقي والكمنجاة والرباب ورياضي متميزتعلم الموسيقى على الإيطالي رفائيل سترينو والسوري على الدرويشنجح في مناظرة أساتذة الموسيقى نوفمبر 1957 درّس بالمعهد الرشيدي منذ سنة 1942 العزف على الكمنجة والعود والرباب والترقيم، وقاد فرقة الرشيدية في عدة مناسباتشارك في فرقة شباب الفن مع فتحية خيري ولما برز نجم علي الرياحي تولى إدارة تخته وضبط ألحانه بالترقيم الموسيقي ثم أسّس فرقة الخضراء وأخيرا تولى رئاسة فرقة نجوم المنارله كتابات في الموسيقى في كثيرمن الصحف التونسية والجزائرية والفرنسيةلم يقتصر إشعاع قدور الصرارفي على تونس بل تجاوزه إلى الجزائر (الإدارة الفنية لأركستر الأوبرا) وليبيا (الإذاعة)لمترجمنا ألحان شهيرة نذكر منها أغنية لا نمثلك بالشمس وموسيقى ليالي إشبيلية ومعزوفة فرحة
أحمد بن عمار (1892 - 1955)
من مؤسسي الرشيدية وأول أمين مال في هيآتها وبقي في هذه المهمة إلى سنة 1948
علي الجندوبي (1906 - 1966)
امتهن الصحافة منذ بداية ثلاثينات القرن العشرين، واتجه في كتاباته إلى تغطية الأحداث الموسيقية في تونس وإبداء الرأي فيها، مستفيدا من مطالعاته للصّحف المشرقيّة بالخصوص ومن آراء أصدقائه من الأدباء والفنّانين المنتمين إلى « جماعة تحت السور ». انخرط بالرشيديّة بعد تأسيسها وأصبح الناطق باسمها ناقلا أهمّ أنشطتها في الصحف التي يكتب فيها وكلّف بالإشراف على إدارتها وهي مهمّة اضطلع بها حتّى وفاته. ترك مشاريع كتب بقيت مخطوطة تتعلق بتاريخ الموسيقى التونسيّة والعربيّة والتعريف بعدد من أعلامها.
يزخر الأرشيف الورقي للرشيديّة بالتراقيم الموسيقيّة التي دوّنها محمد التريكي على الطريقة الغربيّة، سواء التي خطّها بيده أو التي نُسخت عنه، وذلك زمن إشرافه على جوق الرشيديّة بين سنتي 1935 و1948، وكان قد اتّخذها وسيلة لتوحيد روايات المالوف التي تسبّبت في خلافات كبيرة بين الشيوخ، واعتمدها لتيسير مهامه في الإدارة الفنّية للجوق والتعليم الموسيقي، أمّا الوثائق التي دوّنها في لجنة جمع التراث بداية من سنة 1941 فقد كانت لغاية الجمع وإثراء برامج العروض الموسيقيّة وحصص البثّ المباشر بإذاعة تونس البريديّة التي بُعثت سنة 1938. وتشير الصورة أعلاه إلى أعضاء لجنة التراث وعدد من شيوخ المالوف والحفظة ومن بينهم خميس ترنان الذي ترأس اللجنة ومحمد التريكي الذي أشرف على جلسات استماع الشيوخ وتدوين محفوظاتهم والحبيب العامري الذي تولّى مهمّة النسخ.
تنقسم هذه التراقيم من حيث الشكل إلى وثائق مخطوطة أصلية كتبها محمد التريكي بخطّ جميل شديد الوضوح والدقّة ومثال ذلك الوثيقة الأساسيّة أعلاه والمعنونة بـ « تراقيم دخول نوبة رصد الذيل »، وأخرى منسوخة بواسطة الناسخ الكحولي ويغلب عليها اللون الأرجواني ومن بينها وثيقة « تراقيم نوبة الرمل من المالوف التونسي » والمضمّنة بقائمة الوثائق المرفقة، بالإضافة إلى عدد كبير من الوثائق المنسوخة بواسطة الناسخ الضوئي وتظهر باللون الأبيض والأسود ومن المرجّح أنّ نسخها الأصلية قد فُقدت.
أمّا من حيث المحتوى فيمكننا أن نميّز عدّة مجموعات تمّ تبويبها حسب الشكل الموسيقي وحسب اسم مدوّنها ونخصّ بالذكر منها تراقيم نوبات المالوف التونسي والموشّحات والأشغال والأزجال والفوندوات والأغاني القديمة والجديدة والمعزوفات التقليديّة والجديدة وهذه نماذج منها وردت بالوثيقتين التاليّتين « تراقيم بشرف سماعي أصبعين وسماعي حسين للشاذلي مفتاح وسماعي أصبهان لمحمد التريكي » و« تراقيم السلام القومي التونسي وسلام الماية ». وبالنظر في أسلوب الترقيم الذي اعتمده محمد التريكي نلاحظ أنّ أغلب الوثائق الموسيقيّة اشتملت على ترقيم شامل لكامل المحتوى الموسيقي والغنائي على غرار ما ورد في وثيقة « تراقيم فوندوات وأغان عتيقة وبدوية ...» ووثيقة « تراقيم نوبة الرمل من المالوف التونسي » والتي دوّنها محمد التريكي ورمّمها بإعادة تلحين الأجزاء المفقودة مثل الاستفتاح والمصدّر. كما تكشف لنا الوثيقتان « تراقيم دخول نوبة رصد الذيل » و« ترقيم الفواصل الموسيقيّة لموشّح كَلِّلِي يَا سُحْبُ تِيجَانَ الرُّبَى » عن أسلوب مبتكر في التدوين الموسيقي يراوح بين المدوّنة المكتوبة والذاكرة الشفويّة إذ تضمّنتا تراقيم اقتصرت على تدوين المقدّمات والفواصل والإعادات المعزوفة دون المقطوعات الغنائيّة، وذلك لتذكير العازفين وتوحيد أدائهم من جهة وفسح المجال لهم للمشاركة في الغناء من جهة أخرى بالاستناد إلى الحافظة.
كشفت هذه العيّنة من الوثائق الموسيقيّة عن تجربة الترقيم الموسيقي في رواية التراث الموسيقي التونسي وأدائه في إطار جمعيّة الرشيديّة، وبيّنت دور محمد التريكي في إرساء هذه التقاليد الجديدة، ويبقى السؤال مطروحا حول أثر هذه التجربة على أسلوب أداء المالوف التونسي اليوم ؟
الحبيب العامري (1905 - )
موسسيقي متكامل يحسن العزف على الكمنجة كما يحسن كتابة النوطة تتلمذ الحبيب العامري على المنوبي بوحجيلة ومحمد النيال وعلي الدرويش وانضمّ إلى جوقة الرشيدية في ربيع سنة 1935 كعازف عود عربي ثمّ اختصّ بالعزف على آلة الكمنجة بداية من أوائل الأربعينات. عيّن في اللجنة الفنّية ثمّ في لجنة حفظ التراث سنة 1941 حيث تولّى مهمّة نسخ تراقيم المالوف التي دوّنها محمد التريكي عن شيوخ الرشيديّة. شارك في تسجيلات الرشيدية الأولى لسنتي 1935 و1936 وتسجيلات نوبات المالوف لفائدة راديو وتلفزيون فرنسا سنة 1954.