علي الجندوبي يؤرّخ للموسيقى التونسيّة والعربيّة

بقلم   فتحي زغندة
أكتوبر 7, 2020, 9:54 ص
آخر تعديل في فيفري 17, 2021, 12:49 م

تأبين الشّاعر محمود بورقيبة 1956 - 1956     تأبين الشاعر المرحوم محود بورقيبة : علي الجندوبي يلقي كلمة و على يمينه الشيخ محمود الباجي وعلى شماله الأديب الشاعر محمد المرزوقي ويظهر في أقصى اليمين الأستاذ صالح المهدي (توفّي الشاعر محمود بورقيبة في 22 ماي 1956).   

علي الجندوبي (1906 - 1966)

امتهن الصحافة منذ بداية ثلاثينات القرن العشرين، واتجه في كتاباته إلى تغطية الأحداث الموسيقية في تونس وإبداء الرأي فيها، مستفيدا من مطالعاته للصّحف المشرقيّة بالخصوص ومن آراء أصدقائه من الأدباء والفنّانين المنتمين إلى « جماعة تحت السور ». انخرط بالرشيديّة بعد تأسيسها وأصبح الناطق باسمها ناقلا أهمّ أنشطتها في الصحف التي يكتب فيها وكلّف بالإشراف على إدارتها وهي مهمّة اضطلع بها حتّى وفاته. ترك مشاريع كتب بقيت مخطوطة تتعلق بتاريخ الموسيقى التونسيّة والعربيّة والتعريف بعدد من أعلامها.

صالح المهدي (1925 - 2014)

أشرف على إدارة الموسيقى والرقص منذ تأسيس وزارة الشؤون الثقافية سنة 1961 إلى سنة 1983 وهي السنة التي عيّن فيها كاتبا عاما للجنة الثقافية الوطنية ومديرا عاما لإدارة التنشيط الثقافي حتى إحالته على التقاعد الإداري سنة 1985، ترأس الرشيدية من سنة 1965 إلى سنة 1971 وتولى قيادة فرقتها في فترات مختلفة بين 1949 و1971. انتخب عضوا بعدد من المنظمات الدولية منها المجمع العربي للموسيقى والمجلس الدولي للموسيقى والمنظمة الدولية للفن الشعبي والمنظمة الدولية للتربية الموسيقية. له عديد من المؤلفات الموسيقية المنشورة في تونس وخارجها.

مَحمّد المرزوقي (1916 - 1981)

أديب وشاعر ورجل مسرح تونسيّ، ولد بقرية العوينة القريبة من دوز (بالجنوب الغربي للبلاد التونسيّة) حيث تعلّم القرآن الكريم، ثمّ انتقل إلى العاصمة فدرس بالخلدونيّة إلى أن حصل على ديبلوم العلوم، وعلى شهادتي الأهليّة ثمّ التحصيل من جامع الزيتونة في سنة 1949.
درّس سنة 1956 بالمعهد الثانوي « ابن شرف »، وكلّف في سنة 1961 بالإشراف على قسم الأدب الشعبيّ بكتابة الدولة للشّؤون الثقافيّة والإخبار، وبقي في هذه الخطّة حتّى وفاته.
ساهم في النشاطين الثقافيّ والاجتماعيّ وعمل في عدّة جمعيّات منها بالخصوص « الرابطة الزيتونيّة » و« الرابطة الأدبيّة » و« الكوكب التمثيليّ » و« نادي القلم » والجمعيّة التونسيّة لحقوق التّأليف » و« اتّحاد الكتّاب التونسيّين » و« اتحاد الشعراء التونسيّين » و« الرشيديّة » التي شغل في هيئتها المديرة مهمّة كاتب عام من سنة 1965 إلى سنة 1971
كما انخرط في الحزب الحرّ الدستوري الجديد.
كتب فصولا ومقالات في أغلب الصحف والمجلّات التونسيّة من سنة 1944 إلى سنة 1953، ومن بينها جريدتا « العمل » و« النهضة »، كما ساهم في إصدار مجلّة « الهلال » وشارك في الإذاعة التونسيّة منذ سنة 1945 بإنتاج عدّة برامج جلّها يعنى بالأدب الشعبيّ كما قام بإلقاء المحاضرات وتأليف المسرحيّات.
له زهاء خمسين كتابا في الأدب الشعبيّ وأبطال المقاومة الشعبيّة وتاريخ الكفاح الوطنيّ وحياة القبائل بأرياف الجنوب التونسيّ، ومن أشهر مؤلفاته : « الأدب الشعبيّ » (الدار التونسيّة للنشر، 1967) و« مع البدو في حلّهم وترحالهم » (الدار العربية للكتاب، 1984).

محمود بورقيبة (1909 - 1956)

متحصّل على شهادة التطويع من جامع الزيتونة، اشتغل بالصحافة فشارك في تحرير الصحف والمجلّات التّالية : « الوزير » و« الزُّهرة » و « النديم » و « الصّريح » و« الثّريّا » و« الأسبوع »، وأنتج برامج ثقافية بالإذاعة التونسيّة الأولى (« محطّة تونس البريديّة ») منذ تأسيسها سنة 1938 وكان عضوا بجمعيّات ثقافيّة منها الناصريّة والرشيديّة، حيث ساهم في تنمية إنتاجها الغنائي بنظمه عدّة أغان منها : « زعمة يصافي الدهر » (ألحان محمد التريكي) و« ياللّي أنت روح الرّوح » (ألحان صالح المهدي).

مخطوط « أطوار الموسيقى التونسيّة  - المعهد الرشيدي » لعلي الجندوبي - 15/02/1945 مخطوط يتضمّن توطئة وتسعة عشر فصلا من مشروع كتاب اختار له المؤلّف علي الجندوبي عنوان « أطوار الموسيقى التونسيّة : المعهد الرشيدي - الحلقة الثالثة : 1710- 1934 » وخُتم بنسخة بخطّ يد المؤلّف من رسالة تلقّاها من كاتب عام الإذاعة الإسلاميّة الجزائريّة بتاريخ 2 جانفي 1945. ومن فصول المخطوط : بداية النهضة الموسيقيّة التونسيّة وما قام به البارون رودلف ديرلانجي (1872 - 1932) ومشاركة وفد فنّي تونسيّ في المؤتمر الأوّل للموسيقى العربية بالقاهرة (1932) ومراسم رجوعه إلى تونس، والتعرّض إلى المطربة زمردة العلجيّة، ثمّ التركيز على أهمّ المراحل التي مرّت بها جمعية الرشيديّة من تاريخ تأسيسها سنة 1934 إلى سنة 1945 مع ذكر دواعي التأسيس واللّجان الفنيّة التي تكوّنت صلبها مع الإشارة إلى أسماء أعضائها وتقديم أهمّ ما قام بها مؤسّسوها ومن تداول على رئاستها « من جليل الأعمال » (مصطفى صفر ومصطفى الكعّاك)، وعلاقتها بالإذاعات في تونس والخارج ومن لمعوا فيها من المطربين والمطربات والملحّنين والأدباء والعازفين وما زرعته من « روح فنيّة » وأنشطتها من محاضرات وعناية بالتعليم والتكوين ودور الشيخ علي الدرويش الحلبي في ذلك، وحفلات التأبين (حفلة خاصة بتأبين مصطفى صفر). ويتضمن المخطوط بذلك معلومات تشهد على العصر الذي عاش فيه المؤلّف تمّ استعمالها في ما نشر لاحقا من كتب.   

علي الجندوبي (1906 - 1966)

امتهن الصحافة منذ بداية ثلاثينات القرن العشرين، واتجه في كتاباته إلى تغطية الأحداث الموسيقية في تونس وإبداء الرأي فيها، مستفيدا من مطالعاته للصّحف المشرقيّة بالخصوص ومن آراء أصدقائه من الأدباء والفنّانين المنتمين إلى « جماعة تحت السور ». انخرط بالرشيديّة بعد تأسيسها وأصبح الناطق باسمها ناقلا أهمّ أنشطتها في الصحف التي يكتب فيها وكلّف بالإشراف على إدارتها وهي مهمّة اضطلع بها حتّى وفاته. ترك مشاريع كتب بقيت مخطوطة تتعلق بتاريخ الموسيقى التونسيّة والعربيّة والتعريف بعدد من أعلامها.

توجد ضمن الوثائق التاريخيّة التابعة إلى الأرشيف الورقيّ لجمعيّة الرشيديّة خمس مخطوطات كتبها علي الجندوبي (1906 – 1966) لم تنشر، وفي هذا السياق تندرج المخطوطات التاليّة التي تركها :
1- « نبغاء الموسيقى » المشتمل حسب المقدّمة على ثلاثة أقسام : في قسمه الأوّل تعريف بـ 37 شخصية ممّن أطلق عليهم صفة « النبغاء » ولهم علاقة بالموسيقى عاشوا من الفتح الإسلامي، يتصدّرهم في الفهرس أبو نصر الفارابي، إلى عصر المشير أحمد باشا باي الأوّل (1806 – 1855)، وغاب في المخطوط القسم الثاني لأسباب مجهولة، وتضمّن في قسمه الثالث « رجالا من عصرنا الحاضر » أي أسماء آخرين عاشوا خلال القرنين 19 و20، وهم الأغلبيّة في المخطوط، منهم الولي سيدي علي عزّوز والمنشد حسن عمران والمنّوبي السنوسي الباحث في الموسيقى والكاتب الخاصّ للبارون رودلف ديرلانجي وفتحيّة خيري وشافية رشدي وغيرهم من المطربين والمطربات اختيروا دون مقاييس واضحة، ورغم ما في المخطوط من هنات فهو لا يخلو من معلومات تاريخيّة يمكن أن يستفيد منها الباحثون في تاريخ الموسيقى.
2- « تراجم نبغاء الموسيقى العربية من عهد - الفتح الإسلاميّ » وفيه ترجمة لـ 38 من الموسيقيّين (مغنّين وعازفين وعدد من الجواري عاشوا من العصر الإسلامي الأوّل إلى العصر العبّاسي)، ويشير الكاتب إلى أن المخطوط جزء من كتاب « أعلام الموسيقى العربية » الذي كان ينوي نشره.
3- « تراجم رجال الموسيقى التونسيّة – عهد أحمد باشا الأوّل » : به تراجم مختصرة لـ 49 من « رجال الموسيقى » أغلبهم من تونس العاصمة والبعض منهم أصيلو « الساحل » والمنستير وصفاقس والقيروان، وقد تطرّق فيه إلى « شمائلهم ومهاراتهم الموسيقية » ومن بينهم إبراهيم (والأصحّ ابريهم) التبسّي الذي عاش بين منتصف القرن 19 وأوائل القرن 20 واشتهر بإتقانه العزف على العود وحفظه للمالوف ومن تلاميذه الشيخ أحمد الوافي (1850 – 1921)، ومصطفى ساقسلي الذي عاش بين أواسط القرن 19 وأوائل القرن 20 ومن تلاميذه محمد الورديان (1858 – 1917) ومن أصدقائه المقرّبين أحمد الوافي، تولّى تعليم العزف على الآلات النحاسية في إطار الجمعيّات مثل الحسينيّة والهلاليّة والناصريّة، ويحمل أحد الأنهج في تونس اسمه (بالقرب من حي باب سويقة)، ومحمد الورديان وهو من أكثر أهل عصره حفظا للمالوف وأصدقهم مثلما ورد على لسان أحد تلامذته الشيخ عبد العزيز الجميّل.
4- « نبذة عن حياة المطربات بتونس » : هي رسالة بتاريخ 24 فيفري 1945 وجهها علي الجندوبي من سجن القصبة إلى مصطفى الكعّاك، رئيس الرشيديّة آنذاك، وجاءت به معلومات تتعلّق بـ 12 فنّانة تونسيّة من المسلمات واليهوديّات عشن في القسم الأوّل من القرن العشرين واشتغلن بالغناء والتمثيل منهن عائشة بنت شكّ العصبان وفضيلة ختمي (خيتمي) وشافية رشدي وغيرهن. لم تعرف الأسباب التي سجن من أجلها الكاتب.
5- « أطوار الموسيقى التونسيّة – المعهد الرشيدي » يتضمّن توطئة و19 فصلا من أهمّها بداية النهضة الموسيقيّة التونسيّة ورأي الجندوبي في دواعي تأسيس الرشيديّة والحديث عن البارون رودلف ديرلانجي وعن دوره في تنظيم المؤتمر الأول للموسيقى العربيّة (القاهرة 1932).

ويعدّ علي الجندوبي بهذه النصوص من الأوائل الذين بادروا بالتأريخ للموسيقى التونسيّة ولعدد من أعلامها.

أحمد الوافي (1850 - 1921)

من عائلة أصولها اندلسية وتعرف بالأدب والفن
تلقى تعليما تقليديا وواصل دراسته بجامع الزيتونة
كان أبوه باش برداج بجامع الزيتونة وقد صحبه أحمد في صباه وتعلم عليه الإنشاد الديني إلى أن أصبح بدوره شيخا من شيوخه
تلتلمذ كذلك في كتابة الموسيقى على النحو الغربي على الأستاذ ساقسلي خريج المدرسة العسكرية بتونس
دعاه البارون درلنجي لقصره بسيدي بوسعيد للاستعانة به في كتابة موسوعته في الموسيقى العربية ثم أصبح ملازما له لا يكاد يغيب يوما عليه
ترك ألحانا جميلة اشتهرت بعده نذكر منها "بي رشأ" و"قاضي العشق" و"يا لسمر يا سكر"

ابريهم التبسّي

عاش ابريهم التبسّي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وهو من أبرز الشخصيات الفنية الموسيقية بتونس من ذوي الديانة اليهودية حيث كان يقن العزف على آلات العود والرباب والكمنجة وكان مرجعا في المالوف والغناء الشعبي بالحفصية بالمدينة العتيقة. تتلمذ على يديه عدد من شيوخ الفن من أمثال أحمد الوافي ومحمد غانم والشيخ العفريت وغيرهم.
توفّي بعيد الحرب العالمية الأولى.
المصدر : نشأة الرشيدية المعلن والمخفي للم، ص.ختار المستيسر

المنوبي السنوسي (1901 - 1966)

تلقى تعلّمه بالمدرسة التطبيقية التابعة لمعهد ترشيح المعلمين، انتدب من قبل البارون رودلف ديرلانجي سنة 1920 بصفته كاتبه الخاص وكان ذلك منطلقا لمسيرة مهنية طويلة وثرية في مجال البحث في تاريخ الموسيقى ونظرياتها، وساهم سنة 1931 في الإعداد لتنظيم المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة الذي دعى إليه الملك فؤاد، وقد حضر السنوسي هذا المؤتمر نيابة عن البارون الذي وافته المنية. ومن آثاره حلقات كثيرة من برنامج "تعريف بالموسيقى التونسية" Initiation à la musique tunisienne أنجزه في ستينات القرن العشرين بالتعاون مع عبد الحميد بالعلجية في إطار الإذاعة التونسية الناطقة باللغة الفرنسية.0 عين عضزا باللجنتين الأدبية والفنية للرشيدية

حسن عمران (1880 - 1924)

من مواليد سنة 1880 بمدينة تونس من أم تونسية وأب من مهاجري مدينة طرابلس الغرب. بدأ بحفظ القرآن منذ الصغر ثمّ التحق بالمدرسة الصادقيّة ولكنه لم يكمل دراسته وتفرّغ للإنشاد بالطريقة السلامية حيث تميّز بحسن أدائه للقصائد والبحور. سجّل عددا من الاسطوانات من فئة 78 لفّة وهي محفوظة بالخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية.
المرجع :
مختار المستيسر : نشأة الرشيديّة : المعلن والمخفيّ، مطبعة مونوبرنت، 2014.

حمادي (صفحة مضاعفة تفسخ) عزّوز

عائشة بنت شكّ العصبان

عبد العزيز جميّل (1895 - 1969)

من مواليد 10 أكتوبر 1895 بمدينة تونس العتيقة. نشأ في وسط فنّي موسيقي. زاول تعليمه بالمدرسة الصادقية وانقطع مبكّرا ليعمل في سوق الشوّاشية ثمّ تعلّم حرفة النجارة ليمتهن صناعة الآلات الموسيقية. تعلّم المالوف على يدي الشيخين محمد النيّال ومحمد الورديان. شكّلت ورشته بنهج سيدي مفرّج بالمدينة العتيقة ملتقى للفنانين لتعليم المالوف والغناء المشرقي والعزف على مختلف الآلات الموسيقية واشتهرت بالزاوية الفنية. شارك في الاجتماع التأسيسي للرشيديّة في 2 ديسمبر 1934 وانتخب عضوا باللجنة الفنية ولكنّه سرعان ما غادرها.
توفّي في 11 مارس 1969 بضاحية المرسى عن عمر ناهز 74 عام.
المرجع :
مختار المستيسر : نشأة الرشيديّة : المعلن والمخفيّ، مطبعة مونوبرنت، 2014.

علي الجندوبي (1906 - 1966)

امتهن الصحافة منذ بداية ثلاثينات القرن العشرين، واتجه في كتاباته إلى تغطية الأحداث الموسيقية في تونس وإبداء الرأي فيها، مستفيدا من مطالعاته للصّحف المشرقيّة بالخصوص ومن آراء أصدقائه من الأدباء والفنّانين المنتمين إلى « جماعة تحت السور ». انخرط بالرشيديّة بعد تأسيسها وأصبح الناطق باسمها ناقلا أهمّ أنشطتها في الصحف التي يكتب فيها وكلّف بالإشراف على إدارتها وهي مهمّة اضطلع بها حتّى وفاته. ترك مشاريع كتب بقيت مخطوطة تتعلق بتاريخ الموسيقى التونسيّة والعربيّة والتعريف بعدد من أعلامها.

فتحية / خيرة خيري / اليعقوبي (1918 - 1986)

التحقت بفرقة شباب الفن سنة 1941 واشتهرت بأداء أغنب كبريات الطرب المشرقيات
وفي سنة 1942 انظمت إلى الرشيدية فغنت لمحمد التريكي رائعنه زعمة يصافي الدهر يا مشكايا
وفي سنة 1955تجولت فتحية في بعض البلدان العربية والأوربية وغنت في أكبر مسارحها
في سنة 1958 انظمت إلى مجوعة مطربي الإذاعة التونسية

فضيلة ختمي

محمّد الورديان (1858 - 1917)

من مواليد سنة 1858 بمدينة تونس. بعد حفظه للقرآن تعلّم المالوف وتتلمذ على الشيخين مصطفى ساقسلي وسليمان الوردي حتى أصبح من كبار شيوخ المالوف وروّاته في أواخر القرن التاسع عشر. في بداية سنة 1904 تولّى تدريس الموسيقى لتلاميذ جمعيتي الحسينية والهلالية. تتلمذ عليه عدد من شيوخ المالوف الذين شكّلوا النواة الفنية الأولى للرشيدية ومن بينهم محمد غانم وعلي بانواس ومحمد الدرويش ومحمد الزواوي وعبد العزيز الجميّل. توفّي في سنة 1917.
المرجع :
مختار المستيسر : نشأة الرشيديّة : المعلن والمخفيّ، مطبعة مونوبرنت، 2014.

مصطفى الكعّاك (1893 - 1986)

مصطفى الكعّاك محام ألمعي ورجل سياسة تونسي نشأ في عائلة ذات أصول أندلسيّة لها معرفة بالمالوف وبطبوعه وإيقاعاته. درّس بالمدرسة الصادقيّة ثمّ الحقوق بفرنسا وعمل بعد أن تخرّج محاميا في البداية ثم تقلّب في عدّة مناصب إداريّة وسياسيّة ومنها رئاسة الحكومة التونسية (1947- 1950).
له نشاط اجتماعي محمود وترأّس أهمّ الجمعيّات الثقافيّة والرياضيّة في تونس ومنها المعهد الرشيدي إثر وفاة رئيسه الأوّل مصطفى صفر في سنة 1941 واستمر في رئاسته إلى سنة 1965.
عرفت الرشيديّة في عهده كثيرا من الإنجازات ولعلّ أهمّها كتابة جلّ التراث التقليدي التونسي المعروف بالمالوف بالترقيم الموسيقي الحديث وتسجيل النوبات وطبعها على اسطوانات ذات 33 لفة.
جاء في تعليق صحفي على حفل قدمه المعهد الرشيدي بالنادي العسكري ببنزرت أن رئيسه « السيد مصطفى الكعاك كان يصاحب كل قطعة موسيقية بتعاليق مفصّلة وعلى هذا النحو عرف الجمهور مختلف طبوع الموسيقى العربية ».

مصطفى ساقسلي

عاش مصطفى ساقسلي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشربن. درس الموسيقى بالمدرسة الحربية بباردو وانضمّ بعد تخرّجه إلى طاقم الموسيقى العسكرية ثمّ تولّى قيادته لعدّة سنوات. تتلمذ عليه عدد من الشخصيات الفنية مثل محمد الورديان وصديقه أحمد الوافي. تولّى تدريس الموسيقى في أبرز الجمعيات النحاسية مثل الحسينية والهلالية والناصرية.
المرجع :
مختار المستيسر : نشأة الرشيديّة : المعلن والمخفيّ، مطبعة مونوبرنت، 2014.


   وثائق الأرشيف المذكورة

مخطوط لمشروع كتاب « نبغاء الموسيقى » بقلم علي الجندوبي - 1942
يشتمل المخطوط على 186 صفحة قدّم فيها المؤلّف في القسم الأوّل ترجمة لـ 37 شخصيّة « لنبغاء الموسيقى العربية من الفتح الإسلامي إلى عصر المشير أحمد باي الأول »، ولم يرد في المقدّمة ذكر للقسم الثاني ولا تفصيله، وجاء في القسم الثّالث من المؤلَّف ترجمات لـ « رجال من عصرنا الحاضر » لم يبيّن الكاتب منهجيّة اختيارهم أو المقاييس المعتمدة في ذلك، حيث توالت الأسماء بدون التفريق بين الممارسين للموسيقى عزفا أو تلحينا أوغناء، والمؤرّخين (البارون رودلف ديرلانجي مثلا) ومن اعتنوا بها على غرار المشير أحمد باشا الأوّل مؤسّس المدرسة الحربيّة بباردو التي خصّصت بها أقسام لتعليم الموسيقى. ولم تخل التراجم من أخطاء مختلفة (مولد سيدي علي عزّوز بفاس وليس بمكناس، أو اعتبار منوبي بوحجيلة من مؤسّسي الرشيديّة في حين أنه أضيف إلى أعضاء لجنتها الفنية الأولى) وفي رسم الكلمات، وتغلب على التراجم الصبغة الانطباعية وهي، على ذلك لا تخلو من الفائدة باعتبار ما تضمّنته من أخبار عن عدد من الفاعلين في ميدان الموسيقى خلال النصف الأوّل من القرن العشرين. كتب المخطوط سنة 1942 على الأرجح بالاعتماد على معلومة وردت فيه تشير إلى أنه زمن كتابته كان عمر صالح المهدي 17 سنة، علما أنّ هذا الأخير مولود سنة 1925، وقد عرض علي الجندوبي المخطوط على رئيس الرشيديّة (مصطفى الكعّاك) لإبداء الرأي فيه.
مخطوط « تراجم نبغاء الموسيقى العربية - عهد الفتح الاسلامي » لعلي الجندوبي - أربعينات الفرن العشرين
يتناول المخطوط تراجم « نبغاء الموسيقى العربية »، من العصر الإسلامي الأوّل إلى العصر العبّاسي، وقد بلغ عدد من ترجم لهم 38 من الموسيقيّين (عازفين ومغنّين وعدد من الجواري)، ولم ترد في التراجم بيانات محدّدة حول العصور التي ينتمي إليها كل من المُترجم لهم واستشهد الكاتب بما جاء في « كتاب الأغاني » حول عدد منهم، ويعتبر المخطوط جزءا من كتاب عن أعلام الموسيقى العربيّة كان علي الجندوبي ينوي طبعه، وطلب رأي رئيس الرشيدية في شأنه.
مخطوط « تراجم رجال الموسيقى التونسية - عهد أحمد باشا الأوّل » لعلي الجندوبي - 1 مارس، 1939
يقدم المخطوط تراجم مختصرة لـ49 من « رجال الموسيقى في عهد أحمد باشا الأول »، وارتكزت الترجمة عامّة على ذكر المدينة أو المنطقة التي ولد بها كل من الأشخاص المعنيين بالترجمة (وأغلبهم من الحاضرة تونس وعدد منهم أصيلو « الساحل » والمنستير والقيروان وبني خيار وصفاقس) وشمائلهم وبعض مهاراتهم الموسيقيّة وبالنسبة للبعض سنة الوفاة أو العمر الذي بلغه كل منهم عند وفاته. واستعرض المخطوط ما قد يكون نظم من أشعار في رثاء البعض (كما بالنسبة لخميس الزين المغني). ولا تخضع التراجم إلى منهجيّة واضحة ، حيث لم يتم تحديد المعايير التي تم اختيار كل منهم ولم يكونوا كلهم ممن عاصروا المشير أحمد باي الأوّل بل منهم من عاش في عصر محمد الصادق وعلي ومحمد الناصر باي. وتم الخلط بين التقويمين الهجري و الميلادي في التأريخ لسنة الوفاة. كما أنه لم يحدّد مراجعه إن كانت مكتوبة أو مأخوذة عن طريق الرواية. وبالرغم من الهنات المنهجيّة والأخطاء اللغويّة وغيرها فإن المخطوط يمكن أن يكون منطلقا لدراسة حول أهم الشخصيّات الموسيقيّة في تونس بين القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
مخطوط « نبذة عن حياة المطربات - بتونس » لعلي الجندبي - 24 فيفري، 1945
رسالة موجّهة من قبل الكاتب إلى الأستاذ مصطفى الكعّاك رئيس المعهد الرشيدي من سجن القصبة بتاريخ 24/ 02/ 1945، العنوان الذي خطّ في الصفحة الأولى من الوثيقة لا يتطابق مع مضمونها، بل الأصح هو العنوان بالصفحة الموالية الذي يتطابق مع فحوى المخطوط وجاءت به معلومات عامّة تهمّ اثنتي عشرة فنانة تونسية من المسلمات واليهوديّات عشن في القسم الأول من القرن العشرين واشتغلن بالغناء والتمثيل والرّقص. وتصدّرت المخطوط توطئة بيّـن فيها الكاتب الأسباب التي دفعته إلى الكتابة وهي ضرورة العناية بالفنّانات التونسيّات اللّاتي ساهمن في النشاط الموسيقي والمسرحي في تونس، وبقين لفترة مغمورات لأسباب اجتماعية. وختم برسالة موجّهة إلى الأديب نورالدّين بن محمود يتحسر فيها الكاتب على عدم حضوره موكب دفن الأديب عبد الرزاق كرباكة (بسبب وجوده بالسجن). وتضاربت التواريخ التي وردت في مواقع مختلفة من المخطوط، حيث جاء في الصفحة الأولى 24 فيفري 1945 وفي التوطئة تاريخ 30 مارس 1945 وفي الصفحة الموالية (المضمنة للعنوان الفعلي للمخطوط) 16 مارس 1945. المخطوط على ما به من نقائص يمكن أن يكون منطلقا لدراسة أعمق وأشمل وأكثر منهجية حول الفنانات التونسيات خلال النصف الأول من القرن العشرين.
مخطوط « أطوار الموسيقى التونسيّة  - المعهد الرشيدي » لعلي الجندوبي - 15/02/1945
مخطوط يتضمّن توطئة وتسعة عشر فصلا من مشروع كتاب اختار له المؤلّف علي الجندوبي عنوان « أطوار الموسيقى التونسيّة : المعهد الرشيدي - الحلقة الثالثة : 1710- 1934 » وخُتم بنسخة بخطّ يد المؤلّف من رسالة تلقّاها من كاتب عام الإذاعة الإسلاميّة الجزائريّة بتاريخ 2 جانفي 1945. ومن فصول المخطوط : بداية النهضة الموسيقيّة التونسيّة وما قام به البارون رودلف ديرلانجي (1872 - 1932) ومشاركة وفد فنّي تونسيّ في المؤتمر الأوّل للموسيقى العربية بالقاهرة (1932) ومراسم رجوعه إلى تونس، والتعرّض إلى المطربة زمردة العلجيّة، ثمّ التركيز على أهمّ المراحل التي مرّت بها جمعية الرشيديّة من تاريخ تأسيسها سنة 1934 إلى سنة 1945 مع ذكر دواعي التأسيس واللّجان الفنيّة التي تكوّنت صلبها مع الإشارة إلى أسماء أعضائها وتقديم أهمّ ما قام بها مؤسّسوها ومن تداول على رئاستها « من جليل الأعمال » (مصطفى صفر ومصطفى الكعّاك)، وعلاقتها بالإذاعات في تونس والخارج ومن لمعوا فيها من المطربين والمطربات والملحّنين والأدباء والعازفين وما زرعته من « روح فنيّة » وأنشطتها من محاضرات وعناية بالتعليم والتكوين ودور الشيخ علي الدرويش الحلبي في ذلك، وحفلات التأبين (حفلة خاصة بتأبين مصطفى صفر). ويتضمن المخطوط بذلك معلومات تشهد على العصر الذي عاش فيه المؤلّف تمّ استعمالها في ما نشر لاحقا من كتب.

   معطيات بيبلوغرافيّة

  • مختار مستيسر : نشأة الرشيديّة : المعلن والمخفيّ، مطبعة مونوبرنت، 2014.

تعليقات (0)

ليست هنالك تعليقات... يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق...